الموهبة تتحدث بلغة الفن في خنيفرة عبر “الملتقى الإقليمي لإبداعات التلاميذ” في نسخته الثالثة
87
شارك
أحمد بيضي
جرى، عشية الجمعة 27 يونيو 2025 بخنيفرة، افتتاح النسخة الثالثة من “الملتقى الإقليمي لإبداعات التلاميذ”، المنظم تحت شعار: “الحياة المدرسية مجال للإبداع والانفتاح”، من طرف “جمعية لمسات فنية”، بشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والمجلس الجماعي لخنيفرة، وبدعم من المركز الثقافي أبو القاسم الزياني الذي احتضن هذه التظاهرة الفنية، وسط حضور عدد من الفعاليات التربوية والثقافية والجمعوية والفنية، إلى جانب باشا المدينة، والمديرة الإقليمية للتعليم، والمدير الإقليمي لقطاع الشباب.
ملتقى إبداعات التلاميذ يندرج أساسا في سياق الدينامية الإبداعية التي تعرفها المدينة، دعما للفعل الثقافي داخل الوسط المدرسي، وسعيا إلى تحفيز التلميذات والتلاميذ على إبراز طاقاتهم الفنية، وتكريس الحياة المدرسية كفضاء منتج ومحفز على التعبير والابتكار، مع الانفتاح على مختلف أشكال التعبير التشكيلي، في أفق اكتشاف المواهب وتوجيهها، وإشاعة ثقافة الفن والجمال في نفوس المتعلمين، بما يجعل من الملتقى خطوة مهمة نحو توطين الممارسة الفنية داخل المؤسسات التعليمية، وتوسيع آفاقها لدى الناشئة.
وفي كلمته خلال الافتتاح، اعتبر رئيس “جمعية لمسات فنية”، المحجوب نجماوي، أن الملتقى يشكل جسرا نحو توسيع دائرة الإبداع من المدرسة إلى فضاء أرحب يشمل عموم الشباب، داعيا إلى جعله تقليدا سنويا أكثر انفتاحا، من جانبه، نوه باشا المدينة، اسماعيل الدباغ، بالمبادرة، معبرا عن أمله في أن تتواصل وتترسخ، فيما أكدت المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، صفاء قصطاني، على أهمية الانخراط في التظاهرات والمسابقات الفنية، انسجاما مع التوجهات التربوية الهادفة إلى ترسيخ قيم الجمال والمواطنة.
أما مدير المركز الثقافي، حسن بلكبير، فقد ذكر، من جهته، بالجهود التي تبذلها وزارة الثقافة في مجال الفنون التشكيلية، داعيا إلى الانخراط فيها، ومشيرا إلى اختيار مدينة خنيفرة عاصمة للثقافة المغربية الجهوية برسم سنة 2025، وقد عرف الملتقى مشاركة 32 تلميذة وتلميذا من المؤسستين العمومية والخصوصية، من بينهم مشاركان من ذوي الاحتياجات الخاصة، عبرا من خلال أعمالهما عن قدرة الفن على كسر الحواجز، وسط إشادة واسعة بالأعمال الفنية، التي لقيت استحسانا كبيرا من الحاضرين، وتركت تنويها بليغا في وجدان جمهور المعرض.
وقد انطلقت الفعالية بعزف النشيد الوطني بأداء التلميذ يونس السعيدي، قبل أن تلقي التلميذة أميمة السحاقي كلمة باسم المشاركين، فيما قامت الجمعية المنظمة بتقديم لوحات تشكيلية و”بورتريهات فنية” لبعض ضيوفها من الشركاء، هم باشا المدينة والمديرة الاقليمية للتربية الوطنية والمدير الاقليمي لقطاع الشباب، إلى جانب آخرين من المقرر أن يتسلموا لوحاتهم لاحقا، ذلك قبل اختتام اللقاء بتوزيع شهادات المشاركة على التلميذات والتلاميذ المشاركين وسط حضور البعض من أمهاتهم وآبائهم وأقاربهم وأصدقائهم.
وتميز المعرض بلوحات تعكس تفاصيل من الحياة اليومية، والبيئة، والفروسية، والإنسان، والخط العربي، إلى جانب لوحات حول قضايا حقوقية، من بينها لوحة حول مناهضة العنف ضد المرأة سبق أن شاركت بها صاحبتها في رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان ضمن فعاليات معرض الرباط الدولي للكتاب لسنة 2024، فضلا عن لوحات أخرى معروضة تمكن موقعوها من ترجمة رؤاهم الجمالية ومواقفهم الإنسانية من خلال ألوانهم وخطوطهم، بإشراف وتأطير من فنانين محترفين عملوا على صقل مواهبهم.
وكانت النسخة السابقة للملتقى قد نظمت سنة 2022 تحت شعار “أنامل مبدعة من أجل ترسيخ السلوك المدني”، لتعرف النسخة تأخرا بسبب تداعيات الجائحة وبعض التحديات، ليعود الملتقى هذه السنة في سياق تربوي يروم تعزيز انفتاح المدرسة المغربية على التعبير الجمالي، استنادا إلى مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وبتقاطع مع توصيات المنتدى الدولي المنعقد بلشبونة سنة 2006، والذي دعت فيه منظمة اليونسكو إلى جعل التربية الفنية عنصرا محوريا في النهوض بالمدرسة ومواجهة التحديات الراهنة.