
مثقفون ومفكرون وشعراء وأبناء أصيلة يشاركون في تكريم الراحل محمد بنعيسى
حفيظة الفارسي
في لحظة وفاء نادرة لواحد من صناع المشهد الثقافي ومهندسيه، التأم مثقفون ومفكرون وشعراء وأبناء أصيلة، في حفل تكريم الراحل محمد بنعيسى بالمعرض الدولي للنشر والكتاب ، أول أمس الأحد 20 أبريل الجاري، مبادرة كرمت في العمق بصمة رجل شكل، حسب الروائي مبارك ربيع، «بصمة ونموذجا يستلهم منه وهو أهم ما يستفاد من فقدانه وحضوره أيضا»، معتبرا أن رئيس مؤسسة منتدى أصيلة الراحل «كان مهندسا ثقافيا حقيقيا راهن، بالملموس، على قدرة الثقافة على رفد التنمية، تنمية الإنسان وصناعة وتنمية المكان».
صلاح الدين عبقري، الكاتب العام لوزارة الثقافة، وفي كلمة ألقاها نيابة عن الوزير اعتبر بدوره أن الراحل بنعيسى» رمز بارز من رموز الثقافة و الديبلوماسية وعلم من أعلام التدبير العمومي في المغرب، بخصال إنسانية رفيعة ورصيد مترامي الأطراف»، رصيد لايزال يذكر إلى اليوم في المجال الثقافي خاصة في معرض الكتاب الذي كان من مهندسيه. وأشار عبقري إلى أن بنعسيى كان »له إدراك عميق بمركزية الثقافة في كل تدبير مجتمعي،« وهو الوعي الذي جعله ينقل مدينته الصغيرة، أصيلة، من السكون إلى مسرح الحدث العالمي، كما أنه أعطى للعمل الجمعوي «المفهوم المتماهي مع خلق الثروات من خلال البنيات التحتية التي أحدثت بالمدينة.
الروائي ووزير الثقافة الأسبق محمد « الأشعري، لم يفته الوقوف عند محطة المعرض التي كانت حلما تحقق على يد بنعيسى في وقت لم يكن أحد يجرؤ على التفكير في معرض دولي للكتاب، في زمن كان إنتاج الكتاب محدودا وسوق توزيعه ودور نشره لا تخرج عن إطار المبادرات الثقافية الخاصة«. وأضاف الأشعري أن الراحل «كان »رجلا جريئا يستبق التطورات التي قد تحدث في العالم الثقافي»، أي أنه كان رجل المراهنة على المستقبل، ولهذا اعتبر أن الاحتفاء بذاكرته يستوجب الوقوف عند ما يمكن اعتباره «وصية الراحل» ومنها الاهتمام الكتاب الذي كان دوما »عنصرا حيويا في تفكيره ومشاريعه«.
«لقد جعلنا الراحل، يقول الأشعري، بعد نصف قرن من مسار ثقافي متميز، ندرك أن »خلق بؤرة ثقافية صغيرة يخلق إشعاعا عربيا ودوليا«.
يمكن أن يستثمر إذا توفرت الإرادة لخلقه بؤر متقاربة ومتعاونة على الصعيد الوطني»، لافتا إلى خاصية متفردة في عمل الراحل وهي إصراره وإيمانه بالفنون التشكيلية الذي دفعه منذ سنتين إلى إقامة معرض للمطبوعات الفنية التي كانت حصيلة المحترفات الفنية لكبار الفنانين العالميين الذين تركوا بصماتهم في أصيلة، داعيا المؤسسة إلى اقامة متحف باسم الراحل بمدينة أصيلةيخلد إرثه.
من جانبه، أبرز الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، حاتم البطيوي، أن فكر الراحل بن عيسى سيظل مبعث الهام للأجيال القادمة من أبناء أصيلة، تلك المدينة الصغيرة التي « انتشلها من الهامش والتهميش ووضعها تحت دائرة الضوء العالمي». وأضاف حاتم أن بنعيسى استطاع أن ير سخ مشروعه الثقافي في ذاكرة الواقع والتاريخ، مشيرا الى أنه «رحل وفي جعبته الكثير من الأحلام والأفكار» تركها وصية لمن يكمل المسير بعده..
وكان الختام مسكا، بقصيدة اشتبك فيها الإنساني بالشخصي، الحنين بالمجاز ، ألقاها صاحب «درب الحاجب» الروائي والناقد أحمد المديني، بث فيها كثيرا من لواعج الفراق لحارس صهباء الشمال أصيلة ، وعشق نوارسها التي تحرس أحلام مدينة تنام على ضفاف الاطلسي.