معرض الكتاب بالرباط يفتتح أبوابه بـ 100 ألف عنوان .. حضور ثقافي إماراتي وازن يعكس وحدة المصير الثقافي العربي

215

أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أول أمس الخميس 17 أبريل بالرباط، في افتتاح فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الثلاثين، أن المعرض أصبح موعدا ثقافيا هاما يسهم بشكل كبير في دعم القراءة والنهوض بمجال الكتاب، خاصة الكتاب المغربي.
الافتتاح دشنه الأمير مولاي رشيد بزيارة لعدد من أروقة المعرض، بما فيها رواق إمارة الشارقة، التي تحل كضيف شرف على الدورة الـ 30 من المعرض الدولي للنشر والكتاب، حيث تحتفي بالعلاقات التاريخية والثقافية القائمة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وتطمح إلى إبراز مستجدات تطور المشهد الثقافي الإماراتي. كما زار الأمير مولاي رشيد أروقة فلسطين، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، والمعهد الفرنسي بالمغرب، والشركة الشريفة للتوزيع والصحافة (سوشبريس)، و»دار الأمان»، و»عالم السنافر».
وقد أبرز الوزير في تصريح للصحافة التوجه الراهن نحو النهوض بصناعة الكتاب وتعزيز دورها ضمن الصناعات الثقافية، مضيفا أن هذا التوجه يعززه الإقبال الكبير على القراءة، كاشفا عن التفكير في تنظيم مناظرة وطنية حول واقع القراءة، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها الرقمنة وتطورات الذكاء الاصطناعي، والتي تستوجب إعادة النظر في طرق تحفيز المواطنين على القراءة وجعل الكتاب أكثر قربا من مختلف فئات المجتمع.
كما سجل أنه سيتم تنظيم مناظرة أخرى عقب اختتام فعاليات المعرض، من أجل الخروج بخلاصات عملية تمكن من توسيع دائرة الوصول إلى الكتاب داخل الأسر المغربية، وذلك في إطار البحث المشترك مع الفاعلين والمؤسسات والمجتمع المدني لبحث مختلف الحلول الناجعة في أفق دعم صناعة الكتاب.
ويشارك في الدورة الـ 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظمة من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، خلال الفترة ما بين 18 و27 أبريل الجاري، بشراكة مع جهة الرباط- سلا- القنيطرة، وولاية الجهة، 756 عارضا، موزعين بين 292 عارضا مباشرا و464 عارضا بالوكالة، يمثلون 51 بلدا.
ويقترح المعرض، الذي يكرم هذه السنة إمارة الشارقة كضيفة شرف هذه الدورة، ويحتفي بمغاربة العالم الذين يساهمون في إشعاع الهوية المغربية التعددية خارج حدودها، باقة واسعة تتجاوز 100 ألف عنوان تشمل كافة مجالات المعرفة ومختلف الأجناس الأدبية.
من جهتهم أجمع رؤساء ومديرو مؤسسات ثقافية في إمارة الشارقة، على أن مشاركة الإمارة كضيف شرف في فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب ،تفتح آفاقا جديدة للتكامل والتعاون بين المشهدين الثقافيين الإماراتي والمغربي.
واعتبر هؤلاء المسؤولون والمثقفون، المشاركون ضمن جناح الشارقة بالمعرض الذي يضم العديد من الكتب والمؤلفات والمنشورات الفكرية المتنوعة، أن هذه المشاركة تمثل محطة استراتيجية في تعزيز الحضور الثقافي الإماراتي على الساحة العربية والدولية وبناء شراكات فكرية ومؤسساتية مع جهات ثقافية مغربية وعربية وعالمية، بحسب ما جاء في بلاغ لهيئة الشارقة للكتاب.
وفي هذا السياق قال الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة ، إن الحضور الثقافي للشارقة في المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، «ليس مجرد مشاركة رسمية، بل هو تعبير عن عمق العلاقات الأخوية التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، وتجسيد لوحدة المصير الثقافي العربي، الذي تنسجه إمارة الشارقة بخيوط من الوعي والمعرفة والانفتاح».
من جهته أكد أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، أن الرباط والشارقة، بما لهما من مكانة تاريخية في ترسيخ الوعي الثقافي والمعرفي، «تلتقيان اليوم على أرضية واحدة تعزز من وحدة الخطاب الثقافي العربي، وتفتح آفاقا جديدة للتبادل الإبداعي بين المشرق والمغرب».
من جانبه اعتبر سلطان العميمي، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أن استضافة الشارقة في هذا المعرض تشكل مصافحة مهمة بين المشرق العربي والمغرب العربي، حيث لكل منهما مكونه الثقافي والفكري الخاص به، وعلى الرغم من ذلك فهما يلتقيان من كثير من المكونات.
أما عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، فأشار بدوره إلى أن هذا الحضور يعكس التزام الإمارة المستمر بدعم الثقافة العربية وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب، فيما اعتبر امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة أن هذا الحضور الفعال في هذا المحفل الثقافي العربي هو امتدادا لرسالة تؤمن بأن المغرب العربي ومشرقه جناحان حلقت بهما الحضارة العربية والإسلامية إلى مشارق الأرض ومغاربها.
من جانبه، قال علي المري، رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة إن الإدارة تشارك في المعرض بمحتوى تاريخي يتضمن مجموعة من الخرائط التاريخية الخاصة بتاريخ منطقة الخليج العربي ، فيما أشارت صالحة غابش، رئيس المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، الى أن مشاركة المكتب في هذا الحدث تعكس الإيمان العميق بدور الثقافة في بناء وعي الأسرة وتعزيز حضورها في المشهدين الإبداعي والاجتماعي.
محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة ورئيس وفد دائرة الثقافة، اعتبر أن استضافة الشارقة في المعرض تجسد عمق العلاقات الثقافية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة والمغرب، فيما أشار مهند أبوسعيدة، مدير منشورات القاسمي إلى أن المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط ، هو من أبرز معارض الكتب التي تعد مرجعا للثقافة في إفريقيا والمنطقة العربية، مبرزا أن اختيار الشارقة ضيف شرف المعرض يعكس متانة وعمق العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع البلدين، «حيث يجمع المغرب بين عمق التراث العربي الإسلامي وتأثيرات الفكر الإنساني العالمي، ما يضيف إثراء للتجربة الثقافية بين البلدين».

بتاريخ : 19/04/2025

error: