حسن بحراوي يستعيد حيوات صناع الفرجة «رواد المسرح المغربي»

8

عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر، صدر للكاتب الروائي والنقاد والمترجم المغربي حسن بحراوي، كتاب جديد موسوم بـ””رواد المسرح المغربي”.
يأخذ هذا الكتاب على عاتقه استعراض حيوات وتجارب طائفة من رواد المسرح من الذين غادروا عالمنا، وخلّفوا وراءهم تراثاً مسرحياً يحق أن تفتخر به الأجيال القادمة. فمن أعلام الخمسينات الكبار نقف على مسيرة عبد الله شقرون والطيب لعلج وعبد الصمد الكنفاوي، والطيب الصديقي وأخيه السعيد الصديقي ومحمد أحمد البصري وآخرين كثيرين. ومن مسرحيي الستينات نجد روادا أمثال فريد بنمبارك، وعبد الصمد دينية، محمد حسن الجندي، وحسن المنيعي، وعبد القادر السميحي…ومن أهل التسعينات تواجهنا أسماء من قبيل محمد تيمد ومحمد الكغاط وعبد السلام الحبيب وحوري الحسين..إلخ

ونحن نعثر في هذه البورتريهات الوافية عموما على كل ما يهم حياتهم وإنتاجهم، والأدوار التي نهضوا بها في تشكيل ملامح مسرح وطني بكل ما في الكلمة من معنى ، سواء من عالم الاحتراف أو عالم الهواية، وكل ذلك مرفوقا بتأملات حول شخصياتهم الفنية وأطروحاتهم التنظيرية ومآلاتهم الإنسانية.
ومع أن المساحة الزمنية شاسعة نوعا ما، فإن الكاتب بفضل تجربته الطويلة في البحث وإلمامه الشامل بالأطوار التي مر منها هذا الفن في بلدنا، استطاع أن يستوعب كثيرا من الخصائص والجزئيات التي ارتبطت بهؤلاء الرواد، وتقديمها في قالب حكائي مسترسل أعاد لهم الحياة على الورق وأعطت عنهم صورة للأجيال المسرحية الآتية.
وما أحوجنا إلى مثل هذا الكتاب الذي يؤسس لذاكرتنا المسرحية ويحملنا على تأمل مسارات روادها في التأليف والإخراج والتمثيل والنقد، ويقدم لنا باليد الأخرى معرفة لا غنى عنها بالأطوار التي عبر منها مسرحنا في ظل ظروف لا يستطيع أحد أن يدعي بأنها كانت مريحة.
الخلاصة أن هذا العمل يأمل أن يسد ثغرة كبيرة في التأريخ لفن المسرح ببلادنا، ويعطي للأجيال القادمة فكرة تقريبية عن المخاض العسير الذي خاض فيه هؤلاء وأولئك لأجل أن يكون لنا مسرح وطني مقنع بإنجازاته، وفخور بما حققه في الشكل والمضمون. ولعله أن يكون الخطوة الأولى على طريق سلسلة متتابعة من التعريفات برواد انتهوا إلى الظل رغم أنهم عاشوا في الأضواء.

بتاريخ : 18/04/2025

error: