الشاعرة الفرنسية مرييل أوغري تحل ضيفة على “بيت الشعر في المغرب” لتقديم ديوانها “كعِطر التيه”
212
شارك
أحمد بيضي
في إطار برنامجه الثقافي “ضيوف البيت”، ينظم “بيت الشعر في المغرب”، بتعاون مع مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير، أمسية شعرية وثقافية تستضيف الشاعرة الفرنسية مرييل أوغري، وذلك مساء يوم الأربعاء 25 أبريل 2025 انطلاقا من الساعة السادسة والنصف، بالرواق الفني لمؤسسة الرعاية بساحة مولاي الحسن بمدينة الرباط، حيث يُخصص هذا اللقاء لتقديم الديوان الجديد للشاعرة أوغري الموسوم بـ “كعطر التيه”، الصادر حديثًا عن منشورات “فاصلة”، والذي نقله إلى العربية الشاعر والمترجم المغربي منير السرحاني، في ترجمة تنفتح على جمالية النص الأصلي بروح شعرية دقيقة.
وبينما سيتولى تقديم الأمسية الشاعر والكاتب المغربي، حسن نجمي، الذي سيساهم في تأطير النقاش حول التجربة الشعرية لضيفة “بيت الشعر في المغرب”، وسياقات ترجمة أعمالها، تُعد ابنة باريس، الشاعرة مرييل أوغري، من أبرز الأصوات الشعرية في المشهد الأدبي الفرنسي المعاصر، وكانت قد تابعت دراساتها الأدبية في جامعة السوربون حيث نالت شهادة الدكتوراه في الأدب الفرنسي، بينما سبق لها أن درّست في عدد من الجامعات الأوروبية من بينها جامعتا نيس وتورينو، قبل أن تنخرط في مسيرة ثقافية دولية امتدت إلى بلدان عديدة من بينها المغرب ورومانيا.
وصدر للشاعرة أوغري أكثر من اثني عشر ديوانا شعريا، وتُرجمت أعمالها إلى عدة لغات منها العربية، الإنجليزية، الإسبانية، الإيطالية والرومانية، وهي حاصلة على وسام النخيل الأكاديمي، وتشغل عضوية مؤسسات أدبية مرموقة كـ “بيت الشعر”، و”نادي القلم الفرنسي”، كما ترأس جمعية “برلمان الكاتبات الفرنكوفونيات”، ما يمنح حضورها الأدبي بعدا ثقافيا وتواصليا مهما، فيما يمثل اللقاء بها في المغرب مناسبة ثقافية رفيعة للحوار بين التجربتين الشعرية المغربية والفرنسية، ويؤكد انفتاح “بيت الشعر في المغرب” على دينامية الشعر العالمي وتفاعله الخلّاق مع أسئلته الجمالية والإنسانية.
مع ضرورة الإشارة لناقل ديوان الشاعرة أوغري “كعطر التيه” إلى العربية، الشاعر والمترجم المغربي منير السرحاني، فهو أستاذ باحث بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ونائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية. شاعرٌ وكاتبٌ باللغتين الفرنسية والعربية، صدرت له أربعة دواوين بالفرنسية، وديوان بالعربية، بالإضافة إلى روايتين، إلى جانب ترجماته العديدة لدواوين شعرية مغربية معاصرة لعدد من الشعراء البارزين أمثال محمد الأشعري، حسن نجمي، ومراد القادري. وقد نال عن مجمل أعماله جوائز مهمة من بينها الميدالية الذهبية لأكاديمية الفنون والثقافة والعلوم بفرنسا.
من صفحات ديوان الشاعرة مرييل أوغري “كعطر التيه” Comme un parfum d’errance نقرأ: “كما لو أن عبير الترحال يدعونا إلى حياة خالية من الزيف والمظاهر الخادعة، لأن الحياة الحقيقية في مكان آخر، النفس الصادق هو في الأمازون، بعيدا عن صخب الإسمنت وقسوته، هذا الهروب يعيد الاتصال برغبة قديمة منذ الطفولة، كما لو أن الطفل في رحلة عائلية كان يجد السكينة في أحضان الطبيعة، ويجد العزاء في مياه البحر الأبيض المتوسط، “ما بعد العواصف العابرة”، على أمل العثور على “الصوت الذي يقود إلى ما لا يُقال”.