
متحف البطحاء للفنون الإسلامية يعود للحياة بعد ترميم شامل في فاس
بعد سنوات من الترميم، أعيد افتتاح متحف البطحاء للفنون الإسلامية في مدينة فاس، ليستعيد مكانته كواحد من أقدم وأهم المتاحف في المغرب. المتحف، الذي يقع في قلب المدينة العتيقة، يقدم الآن للزوار تجربة ثقافية غنية تعكس تاريخ المغرب وحضارته الإسلامية المتنوعة.
يضم المتحف معرضًا جديدًا يسلط الضوء على مجموعة من الشواهد والوثائق المادية التي تعود إلى مختلف السلالات التي حكمت المغرب منذ القرن الثامن الميلادي وحتى اليوم. المعرض يقدم نظرة شاملة على الأحداث التاريخية المهمة التي شكلت هوية المغرب، بما في ذلك تطور الكتابة العربية والخط القرآني، بالإضافة إلى عرض قطع أثرية نادرة مثل منبر عدوة الأندلس، الذي يعتبر من أندر المنابر في العالم الإسلامي.
مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، أكد في تصريح صحي أن المتحف سيكون بمثابة نافذة على تاريخ المغرب الغني، وسيساهم في تعزيز السياحة الثقافية في فاس. وأضاف أن المتحف يعكس صورة الإسلام المغربي المتسامح، الذي عاشت فيه الديانات السماوية الثلاث في وئام.
من جانبه، أوضح عبد العزيز الإدريسي، رئيس قسم المتاحف والقيم على المعرض الافتتاحي، أن المتحف يقع على مساحة تبلغ حوالي 7500 متر مربع، ويضم مجموعة متحفية قيمة تعرض لأول مرة. هذه المجموعة تقدم نظرة شاملة على تاريخ المغرب، بدءًا من فترة ما قبل الإسلام وحتى العصر الحديث، مع التركيز على الدور الذي لعبه المغرب في نشر الثقافة الإسلامية في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
كما أشار الإدريسي إلى أن المعرض يتناول أيضًا جوانب من الحياة اليومية والثقافة المغربية، وكيف استطاعت البلاد أن تجمع بين مختلف الروافد الثقافية في بوتقة واحدة.
علاء فشتالي، محافظ المتحف، استعرض تاريخ المتحف الذي كان في الأصل قصرًا ملكيًا بُني في عهد السلطان مولاي الحسن الأول في القرن التاسع عشر. وأضاف أن القصر تحول إلى متحف في عام 1915، وأصبح معروفًا بدار السلاح قبل أن يتم إدراجه في قائمة التراث الوطني في عام 1924.
الافتتاح شهد أيضًا حضور شخصيات علمية بارزة، بما في ذلك الحائزان على جائزة نوبل للفيزياء، ألان أسبي وسيرج آروش. أعرب آروش، الذي ولد في المغرب، عن سعادته بزيارة المتحف، معتبرًا أن المغرب نموذج فريد للتعايش بين الثقافات والديانات.
متحف البطحاء للفنون الإسلامية يعد الآن وجهة ثقافية لا تُفوت لكل من يزور فاس، حيث يقدم نظرة عميقة على تاريخ المغرب الغني والمتنوع.