بني ملال تحتضن فعاليات النسخة الثانية للمهرجان الدولي “الجسد والثقافة في حركة” من خلال مقاربات متعددة

437
  • أحمد بيضي
تستعد مدينة بني ملال لاحتضان النسخة الثانية من المهرجان الدولي “الجسد والثقافة في حركة”، وهو حدث ثقافي وفني بارز يجمع نخبة من الباحثين والفنانين والمفكرين من المغرب والعالم، وسيُنظم بتعاون بين مختبر السرد والأشكال الثقافية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة السلطان مولاي سليمان، جمعية انطلاقة بأزيلال، والمديرية الجهوية للثقافة بني ملال خنيفرة، إلى جانب عدد من المؤسسات الأكاديمية والجمعيات الثقافية من المغرب وفرنسا وكولومبيا.
ومن المبرمج أن يشهد المهرجان، الممتد على مدى يومي الخميس والجمعة 27 و28 فبراير 2025، سلسلة من الجلسات الأكاديمية والندوات الفكرية والعروض الفنية والورشات الإبداعية، التي تسلط الضوء على موضوع “الجسد والثقافة في حركة”، ويهدف هذا الحدث الثقافي العلمي إلى استكشاف العلاقة الديناميكية بين الجسد والثقافة، من خلال مقاربات متعددة تشمل الفنون، الأدب، الرقص، المسرح، التصوير الفوتوغرافي، والفكر النقدي.
ينطلق الحدث بجلسة افتتاحية تستضيف شخصيات أكاديمية وثقافية بارزة، حيث ستلقى كلمات افتتاحية من قبل ممثلي جامعة السلطان مولاي سليمان، كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، السفارة الكولومبية بالمغرب، والمديرية الجهوية للثقافة، كما ستشهد الجلسة الأولى محاضرات لمتخصصين في مجالات متعددة، من بينهم مؤسس المهرجان، ذ. الشرقي قرقابة، الذي سيقدم مقاربة حول “تناغم حركة الجسد والروح”، إلى جانب ذ. محمد ساكي الذي سيناقش “الثقافات في حركة”، وستقدم الفنانة الفرنسية كارين غالمي مداخلة حول “الجسد وتصميم الرقصات والخط”، بينما ستعرض المصورة والمصممة الفرنسية سيلين بولييه رؤيتها حول تمثلات المرأة من خلال الفوتوغرافيا والرقص.
في الفترة المسائية، سينتقل المهرجان إلى أفورار، حيث سيتم تنظيم مجموعة من الورشات الفنية والعروض التفاعلية، بما في ذلك ورشة “ماتير” التي تقدمها سيلين بولييه، وجلسة موسيقية حول الأغاني الباسكية التقليدية، إضافة إلى لقاء ثقافي يجمع المشاركين حول رشفات شاي بالنعناع لتعزيز الحوار الثقافي، كما سيتم عرض فيلم سينمائي حول كولومبيا، إلى جانب لقاء مع فريق كرة القدم النسوي “نادي الجوهرة”، في خطوة تهدف إلى إبراز دور الجسد في الرياضة والثقافة.
في اليوم الثاني، تتواصل فعاليات المهرجان بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، حيث ستُعقد جلسة علمية يديرها ذ. نور الدين بوريما، وتتناول مواضيع متنوعة مثل “الجسد موطن السرديات”، و”الإعاقة كآخر”، والصراع الثقافي حول “الجسد الأنثوي في الأدب”، كما ستُقدم ورشات فنية في المسرح، الغناء، تصميم الرقصات، والخط العربي، بمشاركة فنانين مغاربة ودوليين.
أما الجلسة الختامية، فستركز على “الجسد والكتابة”، حيث سيتم مناقشة “تمثلات الجسد في السينما والأدب” من خلال قراءات نقدية وأكاديمية، على أن تُختتم فعاليات المهرجان بحفل فني في دار الثقافة، يتضمن عروضا موسيقية وأمازيغية، وفقرات للرقص والكوريغرافيا، إلى جانب عرض للأزياء التقليدية المغربية، احتفاءً بجمالية القفطان في تفاعلٍ مع الحركة والفن.
يمثل هذا المهرجان منصة فريدة تجمع بين الفكر والفن، وتتيح للمشاركين فرصة “استكشاف كيف يمكن للجسد أن يكون وسيلة تعبير ديناميكية داخل مختلف السياقات الثقافية”، ومن خلال برامجه المتنوعة، يعكس الحدث التوجهات الحديثة في الدراسات الثقافية والفنية، مسلطًا الضوء على تفاعل الجسد مع المجتمع والتاريخ، في فضاء مفتوح للحوار والتبادل بين الثقافات.
error: