المسرحي الخنيفري ياسين الحجام يعزز مساره بإجازة مهنية في مهن المسرح والعرض من كلية اللغات والفنون

أحمد بيضي

توج الفنان المسرحي الدراماتورجي، ياسين الحجام، رئيس “جمعية أغورا للإبداع” بخنيفرة، مسيرته الأكاديمية بنيل “شهادة الإجازة المهنية في مهن المسرح وفنون العرض”، من كلية اللغات والآداب والفنون بجامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة، وذلك خلال جلسة مناقشة لبحثه الأكاديمي الموسوم بـ “التربية الفنية وتفعيل المسرح التربوي: ورشة المسرح بمؤسسة الإبداع الفني والأدبي نموذجا”، والتي جرت يوم الأربعاء 11 يونيو 2025، وسط أجواء فنية راقية وحضور أكاديمي مميز.

هذا الإنجاز الذي ارتأى من خلاله الفنان ياسين الحجام التعمق في خلفيات الممارسة الإبداعية، النظرية منها والمهنية عبر البحث العلمي، وقد حظي العمل الذي قدمه بتنويه خاص من اللجنة العلمية التي أشرفت على المناقشة، وعلى رأسها المشرف الدكتور عبد المجيد شكير، إذ أثنت اللجنة على الجدية الأكاديمية التي طبعت هذا العمل، وعلى وضوح رؤيته المنهجية وتماسك بنيته الفكرية، فضلا عن اللغة السلسة التي وظفت في تفصيل أطروحاته، والأفكار الجديدة التي طرحها الباحث في معالجة موضوع المسرح التربوي.

وتوقف الأساتذة المناقشون، ومن بينهم رئيس شعبة الفنون والوسائط الدكتور هشام بلهاشمي، عند القيمة المضافة التي يقدمها هذا البحث، خاصة في ما يتعلق بتجربة ورشة المسرح في مؤسسة الإبداع الفني والأدبي بخنيفرة، والتي تم اختيارها كنموذج تطبيقي للدراسة، إذ أبان الحجام، من خلال هذا النموذج، عن قدرة كبيرة في الربط بين التنظير والممارسة، وبين السياقات التربوية والآليات الفنية، مما فتح المجال أمام قراءة جديدة لدور المسرح في المؤسسات التعليمية وضمن الفعل التربوي بشكل عام.

وتتجلى أهمية هذا البحث، حسب ما ورد خلال المناقشة، في كونه لا يقتصر فقط على تأطير المسرح التربوي كأداة فنية للتعبير أو الترفيه، بل يروم إعادة الاعتبار له كمكون جوهري في المنظومة التعليمية، له القدرة على التأثير في شخصية المتعلم وتنمية حسه النقدي والجمالي، وقد استعرض ياسين الحجام في بحثه، من خلال اشتغاله على ورشة المسرح، عددا من التجارب والأنشطة التي نظمت لفائدة الناشئة، مبرزا كيف يمكن للمسرح، حين يفعل بشكل مدروس وممنهج، أن يصبح وسيلة فعالة في التربية على القيم، وفي تنمية الخيال والقدرات التواصلية.

وقد تمكن هذا الفنان، من خلال قيادته لجمعية “أغورا”، من ترسيخ حضور هذه الأخيرة في المشهد الثقافي والفني بمدينة خنيفرة، عبر أنشطة فنية وورشات متخصصة ودورات تكوينية في مجالات الثقافة المسرحية والفنون الرقمية، إلى جانب إطلاقها لقافلة ثقافية مسرحية، كما عُرف الفنان الحجام بإعداده وتأليفه لعدد من الأعمال المسرحية، سواء أخرجها بنفسه أو من طرف الفنان عبد الله شيشة، ومن بينها مسرحيات “أصاد”، و”نك أيا (هذا أنا)”، و”تاجضيت وغانيم”، إضافة إلى انخراط الحجام في مطالب المدينة بضرورة إنشاء قاعة للمسرح.