
العيون تحتضن ندوة علمية كبرى: من أدب التحرر والمقاومة إلى فكر التنمية في إفريقيا
تحتضن مدينة العيون، أيام 10 و11 و12 ماي 2025، فعاليات الندوة العلمية الموسومة بـ “أفريقيا من أدب التحرر والمقاومة إلى فكر التنمية”، وهي مبادرة تنظمها رابطة كاتبات المغرب وإفريقيا بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والاتصال وبتنسيق مع المكتب الجهوي للرابطة بجهة العيون الساقية الحمراء، وذلك في مركز الابتكار بالعيون. وتحظى هذه التظاهرة الفكرية بحضور دولة أنغولا ضيفة شرف، في خطوة تجسد روح الانفتاح والتعاون جنوب-جنوب التي تنهجها المملكة المغربية.
أنغولا، التي تقع على الساحل الغربي الأوسط لجنوب إفريقيا، تعتبر سابع أكبر دولة في القارة من حيث المساحة، وتجاورها كل من ناميبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا والمحيط الأطلسي، بينما تتخذ من لواندا عاصمة لها، وستكون مشاركتها في الندوة بمثابة جسر جديد للحوار بين الثقافات الإفريقية.
تنطلق الندوة رسمياً يوم السبت 10 ماي 2025 باستقبال الوفود المشاركة في مطار الحسن الأول بالعيون، قبل أن تفتتح أشغالها الرسمية يوم الأحد 11 ماي بجلسة افتتاحية ستتخللها كلمات لرئيسة فرع الرابطة بجهة العيون الساقية الحمراء أم الفضل ماءالعينين، ورئيسة رابطة كاتبات المغرب وإفريقيا بديعة الراضي، إلى جانب ممثلي السلطات المحلية وممثلي السلك الدبلوماسي لدولة أنغولا وساحل العاج وشخصيات وازنة في المجال الثقافي والسياسي.
ستتميز الندوة بأربع جلسات علمية متتابعة، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين والفاعلين المدنيين والمثقفين من المغرب وخارجه، من بينهم عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، وعبد العالي المصباحي رئيس رابطة قضاة المغرب، والشيخ أحمد لامين الإعلامي الموريتاني، ومانويلا نوفيس نائبة رئيسة رابطة كاتبات إفريقيا بأنغولا. وستناقش الجلسات قضايا جوهرية تشمل الإرث التاريخي للمقاومة، والتحولات الإفريقية بعد الاستقلال، والاستثمار المغربي في إفريقيا، والمبادرة الأطلسية ودورها الجيوسياسي في الساحل وجنوب الصحراء.
وستتطرق الندوة في يومها الثاني إلى دور المرأة في النضال والتحرر والتنمية، من خلال مساهمات كاتبات وبرلمانيات سابقات وفاعلات مدنيات مثل السعدية بنسهلي ومكملتو كمال ولطيفة سبأ، حيث سيطرحن رؤى نقدية وتحليلية لمسارات التنمية الثقافية والاجتماعية في إفريقيا، مستشرفين آفاق التعاون المغربي الإفريقي.
تُختتم الندوة مساء الأحد بجلسة ختامية تتوج بإعلان البيان العام وصياغة التوصيات والمخرجات، من إعداد المقررة العامة رشيدة الشانك، يليها رفع برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس. ومن المرتقب أن تعرف الندوة تكريم شخصيات سياسية وترابية وضيوف شرف، إلى جانب تنظيم ورشة حول كتابة الرواية يشرف عليها الأديب الروائي محمد النعمة بيروك، ومعرض للكتب والروايات لكاتبات من الصحراء المغربية.
يُذكر أن فعاليات اليوم الثالث ستُختتم صباح الاثنين 12 ماي بمغادرة الوفود المشاركة في اتجاه مدينة الدار البيضاء.
بذلك، تتحول العيون خلال هذه الأيام إلى منصة حوارية تعيد ربط الماضي النضالي للأفارقة بحاضرهم التنموي، مستلهمة روح التحرر لبناء مشاريع مستقبلية تصب في مصلحة الشعوب الإفريقية وتستجيب لتحديات التنمية والعدالة الثقافية والاجتماعية في القارة.