
خالد بلقاسم يستجيب لـ «نداء الأخاديد» .. «محاورة محمد الشركَي في أرض الحدود»
عن دار المتوسط، صدر كتابٌ جديد بعنوان «الأخاديد ونداؤها، محاورة محمد الشركَي في أرض الحدود».
في تقديم للكتاب، كتب الناقد خالد بلقاسم :
يقارب الكتاب/الحوار، وهو ينصت لنداء الأخاديد، فكرة «العَود الأبديّ»، و»التجربة الحدوديّة»، و»الكتابة الغوريّة»، و»الطيّ الكتابيّ»، و»الغامض في الكينونة»، و»الحبّ على عتبة الموت»، وغيرها من القضايا المستمدّة من تجربة محمد الشركَي الكتابيّة التي كان منجزها النصّيّ شاهداً على تكثيفٍ شديد، بدت فيه اللغةُ مؤتمنةً على القول بالطّيّ. وهو التكثيفُ الذي تأوَّلَهُ الحوارُ من زاوية ما يومض في جُغرافيا الروح.
نورُ هذه الجغرافيا لا يشِعُّ إلاّ ومضاً وبرقاً، لذلك قارب الحوارُ أعمال محمد الشركَي الثلاثة «العشاء السفلي»، و»كهف سهوار ودمها»، و»السراديب»، بِعَدِّها تجسيداً لهذا الوميض.
عن هذه التّجربة الكتابيّة، يقول محمد الشركَي في المُحاوَرة :»إنّ الكتابة لا تستأنِفُ إلاّ ما يستأنِفُها في العمق، أي ما ينزل إليها في عتمة قطائعها وليْل انسداداتها ليُميط الحُجُبَ عن المُتواري فيها، ليس لكشفه تماماً بل للتّوغُّل في مزيدٍ من الطيّات. لا نستأنِف، باللّغةِ وفيها، إلاّ ما يستأنِف المجهول الكبيرَ فيها وفينا ويحرِّرها ويُحرِّرُنا من وهم الامتلاء الذي لا يؤدّي سوى إلى الانغلاق المُطفِئ لأفق المعنى. لقد أدرك هذه المرتبةَ كبارُ المتصوّفة الذين جعلوا من الفراغ مُقامَهم المكتظّ بالإشارات».
بتاريخ : 18/04/2025