حسن الوزاني يحاور كُتاباً أفارقة في إصداره الجديد “إفريقيا المدهشة” لتعريف القارئ المغربي والعربي بأدب القارة
730
شارك
أحمد بيضي
يشهد المشهد الأدبي المغربي والعربي إصدارا جديدا يفتح نافذة على الأدب الإفريقي، حيث أعلن الشاعر والباحث المغربي، د. حسن الوزاني، عن قرب صدور كتابه الجديد: “إفريقيا المدهشة.. حوارات مع كتاب أفارقة”، عن “دار العين للنشر”، بالعاصمة المصرية القاهرة، ويشكل هذا الإصدار محطة مهمة في مسار د. الوزاني، الذي عرف بحرصه على تسليط الضوء على تجارب أدبية من خارج العالم العربي، عبر تقديم حوارات عميقة مع كتاب من مختلف الجغرافيات والثقافات.
يأتي كتاب د. الوزاني بعد عمله السابق الموسوم بعنوان: “يتلهون بالغيم”، الصادر عن منشورات المتوسط بميلانو الإيطالية عام 2018، والذي جمع فيه حوارات مع خمسة وعشرين شاعرا ينتمون إلى سبع عشرة دولة، في ذلك الإصدار، لم يقتصر الوزاني على تقديم الجانب الإبداعي لهؤلاء الشعراء، بل كشف عن علاقاته الإنسانية معهم، وعن فضولهم تجاه الثقافة العربية، مما جعل من الكتاب وثيقة أدبية وثقافية تساهم في تعزيز التبادل المعرفي بين الثقافات العالمية.
وفي كتابه الجديد: “إفريقيا المدهشة.. حوارات مع كتاب أفارقة”، يبدو أن د. الوزاني يوجه بوصلته نحو القارة الإفريقية، ليستكشف أصواتا أدبية من قلبها، في تجربة تحمل بعدا ثقافيا عميقًا، خاصة في ظل الحاجة إلى تعزيز التفاعل بين الأدب العربي ونظيره الإفريقي، وعلى الرغم من الجوار الجغرافي والروابط التاريخية التي تجمع العالم العربي بالقارة السمراء، فإن الأدب الإفريقي لا يزال في الظل ضمن المشهد الثقافي العربي، وهو ما يجعل هذا الإصدار محاولة جادة لإعادة تسليط الضوء عليه.
وكان د. الوزاني قد شغل منصب “مدير الكتاب بوزارة الثقافة والاتصال”، ويعمل أستاذًا بمدرسة علوم الإعلام، كما أنه حاصل على الدكتوراه في الآداب، وله عدة إصدارات تتنوع بين الشعر والدراسات الببليومترية وتحقيق التراث، منها: “دليل الكتاب المغاربة” (1993)، “هدنة ما” (1997)، “الأدب المغربي الحديث: دراسة ببليومترية” (1997)، “قطاع الكتاب بالمغرب” (2009)، و”أحلام ماكلوهان” (2017)، قبل كتابه الجديد الذي يعد ثاني تجربة أكاديمية ضمن مشروعه الرامي إلى تعريف القارئ العربي بأدب الشعوب الأخرى.
في مقدمة كتاب “إفريقيا المدهشة.. حوارات مع كتاب أفارقة”، كتب الصحفي والشاعر، علي العامري، عن الرؤية النمطية التي تكرسها القوى الاستعمارية القديمة والجديدة حول إفريقيا، باعتبارها مجرد “مستودع للذهب والألماس واليورانيوم والبن والكاكاو والنفط والغاز”، متجاهلة غناها الثقافي والأدبي، ومن خلال هذا الكتاب، يسعى د. الوزاني إلى إبراز هذا الغنى، عبر تقديم أصوات إفريقية تستحق أن تُسمع، خاصة في ظل ما يصفه البعض بتهميش الأدب الإفريقي داخل العالم العربي.
وزاد الشاعر العامري فأبرز في مقدمة الكتاب “أن الاستعمار الذي خرج “اسما”، لا يزال يتحكمفعلا في سيرة الحاضر والمستقبل في البلدان الإفريقية…وعلى صعيد الأدب والفنون والفكر، تشكل القارة منجما إبداعيا وخزاناللتراث الإنساني العريق، ومن بينه المخطوطات”، وفي الحوارات التي أجراها د. حسن الوزاني في كتابه “إفريقياالمدهشة” ما يكشف “هذه القارة الساحرة بشعوبها وثقافاتها وأحلامهاوأحزانها وتراثها ولغاتها وجراحها وإبداعاتها المدهشة في كل الحقول”.
الإصدار الجديد، الذي نشرته “دار العين للنشر”، بالقاهرة، يُعد انتصارا لموضوع ظل لسنوات طويلة بعيدا عن دائرة الاهتمام، فهل سينجح “إفريقيا المدهشة” في كسر هذا الحاجز وتعزيز حضور الأدب الإفريقي في المشهد العربي؟ سؤال سيجيب عنه الزمن، لكن الأكيد أن هذا الكتاب يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح نحو مزيد من الانفتاح على المشهد الأدبي الإفريقي، بكل ما يحمله من تنوع وإبداع، سيما أن الأدب الأفريقي ما يزال مجهولا عند الكثير من القراء في المغرب والعالم العربي.