
محمد خالص يعزز الخزانة الجامعية بإصدار حول “بناء موضوع البحث” لمساعدة الطلبة على إعداد مشاريعهم البحثية
-
أحمد بيضي
“بناء موضوع البحث”، عنوان إصدار بيداغوجي للباحث الجامعي ذ. محمد خالص (°)، يأتي كمساهمة في تذليل الصعوبات التي يواجهها الطلبة خلال إعداد مشاريعهم البحثية، خاصة في المراحل الأولى من البحث التي تعد حجر الأساس لنجاحه، ويهدف بالتالي إلى تزويد الطلبة بمجموعة من التوجيهات والإرشادات التي تساعدهم على بناء موضوع البحث بشكل علمي ومنهجي، كما يركز الإصدار على بعض العناصر الأساسية، مع ترك المجال لاحقًا لتناول عناصر أخرى مكملة في أعمال مستقبلية، ومن بين القضايا التي تم التطرق إليها نجد مسألة اختيار موضوع البحث، وضرورة الاطلاع على الكتابات السابقة، ثم تحديد إشكالية البحث وصياغة الفرضيات المناسبة له.
يمثل اختيار الموضوع أولى الخطوات الأساسية في أي بحث علمي، إذ ينبغي أن يكون موضوعا ذا أهمية علمية وجديرا بالدراسة، مع مراعاة مدى توافر المصادر والمراجع المتعلقة به، بعد ذلك، تأتي مرحلة قراءة الكتابات السابقة، التي تمكن الباحث من الاطلاع على الجهود السابقة في المجال نفسه، وتساعده على تجنب التكرار، كما تمكنه من تحديد الفجوات البحثية التي يمكن أن يساهم في معالجتها، أما صياغة الإشكالية، فهي حجر الزاوية في البحث، حيث يجب أن تكون واضحة ودقيقة وتعكس الإطار العام للدراسة، بينما تأتي الفرضيات كأجوبة مبدئية للإشكالية، توجه البحث نحو اختبارها والتحقق من صحتها عبر المنهجيات المناسبة.
والمؤكد أن البحث العلمي يتطلب رحلة فكرية معقدة تتطلب من الباحث امتلاك وعي عميق بعدد من الإشكالات المنهجية والزمنية، التي تؤثر بشكل مباشر على جودة البحث وسرعة إنجازه، فمن الناحية الزمنية، يفرض البحث على صاحبه تدبير الوقت بشكل دقيق، خاصة عندما يكون محددا بآجال رسمية، كما هو الحال في مشاريع الإجازة والماستر والدكتوراه، التي تختلف من حيث المدة الزمنية المطلوبة لإنجازها، أما من الناحية التقنية، فالتحدي الأكبر يكمن في الالتزام بضوابط البحث العلمي، من اختيار الموضوع إلى صياغة الإشكالية وبناء الفرضيات وتحديد المفاهيم، وصولًا إلى جمع البيانات وتحليلها وتوثيقها وفق معايير أكاديمية صارمة.
ومن خلال إصدار ذ. محمد خالص، يمكن الوقوف على ما أظهرته التجربة الأكاديمية من أن الطلبة غالبا ما يواجهون صعوبات كبيرة في احترام الآجال المحددة لإنجاز أبحاثهم، إما بسبب ضعف الإلمام بالقواعد المنهجية أو بسبب الصعوبة في اختيار الموضوع وصياغة الإشكالية والفرضيات، ناهيك عن التحديات المرتبطة بالمصادر والتوثيق، وتقنيات جمع وتحليل البيانات، وحتى مرحلة إعداد البحث في صيغته النهائية، حتى يتمكنوا من تجاوز العقبات التي تعترض طريقهم البحثي، من حيث أن النجاح في البحث العلمي لا يعتمد فقط على توفر المعلومات، بل على قدرة الباحث على تنظيم أفكاره، والتعامل المنهجي مع البيانات، والالتزام بالقواعد الأكاديمية.
كتاب الباحث الجامعي، ذ. محمد خالص، الموسوم بعنوان: “بناء موضوع البحث: عناصر أولية”، الواقع في 70 صفحة، والصادر عن مركز أطلس، ينطلق ملخصه العام مما كشفت عنه تجارب تأطير الطلبة عن الصعوبات التي يجدها عدد كبير منهم، بحيث لا يتمكنون من احترام الآجال المحددة لهم، إما بسبب الجهل بالقواعد المنهجية وضوابطها أو بسبب عدم القدرة على اختيار وتحديد موضوع البحث، وبناء الإشكالية، وصياغة الفرضيات وتحديد المفاهيم وبناء العينة إضافة إلى أسباب ترتبط بكيفية التعامل مع المراجع والتوثيق، وتقنيات جمع المعطيات وقراءتها وتأويلها، دون أن ننسى صعوبات على مستوى الهندسة النهائية للبحث.
ومساهمة في تذليل الصعوبات التي تواجه الطلبة المقبلين على إنجاز مشاريعهم البحثية، يركز الإصدار البيداغوجي على تقديم مجموعة من التوجيهات والارشادات التي تتعلق ببناء موضوع البحث، وبشكل أخص على لحظاته الأولى، أي الأبجديات والأوليات التي ينبغي للطالب أن يكون مستوعبا لها، في هذا السياق يركز عمل ذ. خالص على بعض العناصر، في أفق تخصيص في القادم من الزمن أعمال أخرى، تتناول باقي العناصر التي لها علاقة ببناء موضوع البحث، ومن هنا تأتي أهمية الكتاب الذي يسعى إلى تمكين الطلبة من أدوات تساعدهم على بناء أبحاثهم بطريقة سليمة، وتمهد لهم الطريق نحو إنتاج معرفة علمية ذات قيمة مضافة في مجالاتهم المختلفة.
ويُفتتح الكتاب بمقدمة تمهيدية توضح أهمية البحث العلمي وأساسياته، ثم يتناول كيفية اختيار موضوع البحث من خلال تحديد معاييره الأساسية وتقديم نصائح وتوجيهات تسهل هذه العملية، بعد ذلك، يتم التركيز على قراءة الكتابات السابقة، حيث يتم توضيح مفهوم الدراسات السابقة وأهميتها في دعم البحث العلمي، مع شرح كيفية مراجعتها وتجنب الأخطاء الشائعة أثناء تحليلها والاستفادة منها، لينتقل الكتاب بعد ذلك إلى مناقشة إشكالية البحث، من خلال تعريفها وتحديد معايير اختيارها وصياغتها بطريقة دقيقة تسهم في توجيه البحث نحو أهدافه، كما يتناول موضوع فرضيات البحث، حيث يتم توضيح مفهوم الفرضية وشروط صياغتها بشكل علمي.
ـــــــــــــــــــــــــــ