رحلة “السينما تتحرك” تصل لمحطتها السادسة ضمن برنامج تنقلاتها بإقليم تارودانت

عروض سينمائية لتنمية الحس النقدي والإبداعي لدى الأطفال والشباب

65
  • أحمد بيضي
في إطار تعزيز الثقافة السينمائية وربطها بالمجال التعليمي، تواصل مبادرة “السينما تتحرك” رحلتها عبر محطات متعددة في إقليم تارودانت، مقدمة عروضا سينمائية تهدف إلى تنمية الحس النقدي والإبداعي لدى الأطفال والشباب، هذا المشروع، الذي ينفذ بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمندوبية الإقليمية للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بتارودانت، والمندوبية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، يعكس التزاما حقيقيا بنشر الوعي الثقافي في مختلف المناطق، مع التركيز على جعل السينما أداة فعالة للتعليم والتواصل المجتمعي.
بدأت الرحلة من دوار الزراكفة، حيث استمتع الحاضرون بمشاهدة فيلم “المسيرة الخضراء”، وهو عمل سينمائي يعكس واحدة من أبرز المحطات التاريخية في المغرب، ولم يكن العرض مجرد لحظة فنية ترفيهية، بل تحول إلى جلسة نقاش مفتوح سمحت للمشاركين بالتعبير عن آرائهم حول الأحداث التي عالجها الفيلم، مما عزز لديهم الوعي التاريخي وروح المواطنة، أما في المحطة الثانية من المبادرة، فاختار المشروع الانتقال إلى مؤسسة الصفاء، حيث عرض فيلم تربوي حفّز النقاش والتفاعل بين التلاميذ، مؤكدا دور السينما في تطوير مهارات تفكيرهم النقدي.
وفي ذات السياق، واصلت المبادرة مسيرتها، في محطة ثالثة، نحو مؤسسة البعثة، حيث كان اللقاء فرصةً للأطفال لمشاهدة فيلم تربوي أثار فضولهم وحماسهم للنقاش حول مضامينه، أظهر التفاعل الكبير مدى شغفهم بالتعلم ورغبتهم في التعبير عن آرائهم، مما جعل التجربة تتجاوز مجرد المشاهدة لتصبح درسا في التحليل والتواصل، بعد ذلك، عادت العروض مجددا إلى دوار الزراكفة في محطة رابعة، حيث استمتع الأطفال بعرض آخر حمل في طياته رسائل تعليمية وقيما تحفيزية عززت رغبتهم في استكشاف القضايا المطروحة بعمق أكبر.
كما استمرت الرحلة إلى مؤسسة بدر، حيث شهدت المحطة الخامسة عرضا تربويا جديدا أسَر انتباه التلاميذ ودفعهم إلى المشاركة الفعالة في مناقشة الأفكار التي طرحها الفيلم، لم يكن اللقاء مجرد نشاط ترفيهي، بل تحول إلى فضاء تواصلي ساهم في تطوير مهارات الحوار والنقد البناء لديهم، فيما حطت المحطة السادسة رحالها في مؤسسة التقدم، حيث لم يقتصر العرض على مشاهدة الفيلم فحسب، بل كان مناسبة لإطلاق حوار مُلهِم بين التلاميذ، ناقشوا خلاله القضايا المطروحة بوعي ورغبة في الاستكشاف، مما جعل التجربة غنية من الناحية التربوية والفكرية.
ما يميز “السينما تتحرك” ليس فقط تقديم عروض سينمائية، بل اعتمادها نهجا تفاعليا يشجع الأطفال والشباب على تحليل الأفلام والتفاعل مع مضامينها، مما يجعلها تجربة ثقافية وتعليمية متكاملة. هذه المبادرة تثبت أن السينما ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل أداة قوية لتعزيز القيم الفكرية والإبداعية في المجتمع، حيث يتمكن المشاركون من اكتشاف عوالم جديدة والتعبير عن أفكارهم بحرية، مما يجعل المشروع نموذجا يُحتذى به في استخدام الفنون البصرية كوسيلة للتعليم والتربية.
error: