دعوة الباحثين والمثقفين للمشاركة في ندوة وطنية حول “خنيفرة بين مفعولات التاريخ ورهانات التنمية والإقلاع الترابي”

560
  • أنوار بريس ثقافية/ بلاغ
لا يمكن لقارئ أو باحث أو متتبع أن يفصل حاضرة خنيفرة عن الأطلس المتوسط باعتباره سياقا حاضنا لهذه الحاضرة في المناحي الإيكولوجية والطبيعية والإنسانية والتاريخية، كما لا يمكن فصل مقومات هذه الحاضرة عن نهر “مُّ رْبيع ” الناطق بحركيتها والمعبر عن وهجها ورموزها الزاهية وألوانها التي لم تنل منها عوادي الزمن، بالرغم من الصعوبات والإشكالات التي يطرحها اليوم الانشغال بتنميتها وإنضاج الشروط الكفيلة بتثمين ذاكرتها وإنماء حاضرها في أفق جعلها مدينة منفتحة وقادرة على رفع كل التحديات، ومتمكنة من كسب رهانات المستقبل. وبقدر ما تأثرت خنيفرة بمجالها الجبلي والترابي المحوري والناظم لتاريخ المغرب وراهنه الثقافي والمجتمعي، فإن الأطلس المتوسط في كثير من صروحه الترابية والايكولوجية والحضارية والاجتماعية مقرون بحاضرة خنيفرة ومطبوع بالديناميات والتحولات التي تشهدها المدينة.
فقد ظل الموقع الحالي للمدينة عبر التاريخ مَعْبرا رئيسيا بين العواصم التقليدية للمغرب (مراكش، فاس، مكناس).  وبرزت إلى واجهة الأحداث باعتبارها جزءا من الإمارة الدلائية التي اتخذت من آيت إسحاق الحالية عاصمة لها لمدة تتجاوز ثلاثة عقود. خلال العهد العلوي الأول أحيط موقع المدينة بالقصبات وأهرية السلاح. ومع بداية القرن التاسع عشر بدأت ملامح زعامة أهل الموقع لقبائل زيان مع انتقال أجداد موحى وحمو الزياني إليه، ونجح هذا الأخير من هناك في توحيد قبائل المنطقة تحت نفوذه باعتباره “أمغارا” لها، وهو ما جعله محط ثقة السلطان الحسن الأول الذي نصبه قائدا عليها، ومزودا إياه بكل المقومات الضرورية لتجديد وتشييد حاضرة تكون عاصمة لقبائل زيان والقبائل المجاورة. ومع الهجمة الاستعمارية وفارق القوة والعدد، حولت سلطات الحماية المدينة في مرحلة أولى إلى عاصمة للأطلس المتوسط ككل، قبل أن تعود لتصبح عاصمة لقبائل زيان وحدها.
على هذا الأساس ظلت خنيفرة، إحدى أبرز الحواضر المغربية، وثيقة الصلة بتاريخ المقاومة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي خلال مطلع القرن العشرين، بفعل موقعها الاستراتيجي على ضفاف نهر أم الربيع. أدت خلاله القبائل الأمازيغية، وعلى رأسها قبائل زيان، دورا حاسما في مواجهة الاحتلال الفرنسي، مثلما تجسد في معركة الهري سنة 1914، التي قادها موحا أوحمو الزياني. تم على إثرها ترسيخ مكانة “المدينة” في الذاكرة الوطنية بوصفها مهدا للمقاومة المسلحة. وهي الحاضرة التي ستشهد على امتداد المرحلة الاستعمارية، تحولات عميقة، سعت الإدارة الفرنسية أثناءها إلى إعادة تشكيل مجاليها الإداري والعمراني، واستحداث تغييرات جوهرية في بنيتها السوسيو- اقتصادية، بما يخدم استراتيجياتها العسكرية والاقتصادية. في حين دخلت خنيفرة، بعد الاستقلال، مرحلة جديدة من التغيرات، تميزت بمحاولات إدماجها في السياسات الوطنية للتنمية، على الرغم أن هذه التحولات ظلت محكومة بتحديات كبرى، أبرزها التوفيق بين حفظ موروثها التاريخي والتوسع الحضري الحديث.
لا غرو  في أن لمفعولات التاريخ، وغيرها من التفاعلات الاجتماعية، والديناميات الترابية المصاحبة لها، آثارا مسوغة لنشأة هذه الحاضرة وتطورها، بما فيها من جاذبية مجالية وإيكولوجية لاستقرار الساكنة، والتوافد المستمر   لهذه الأخيرة من مختلف بقاع المغرب لصياغة تجارب معيشية بها، تراوحت بين الاستقرار بها، وجعلها منطقة عبور، بفعل حركية الانتجاع بين الجبل وأزاغار، مما مكنها من تأسيس نمط إثنو-إيكولوجي فريد، حافظ على المقومات الطبيعية للمجال لحظة إقبال الساكنة على ممارسة أنشطتها الاقتصادية، ذات الطبيعة الحرفية والتجارية والخدماتية والفلاحية بامتياز.
وهو ما يستحث الباحثين على مزيد من التنقيب لدراسة جملة من التفاعلات المستحدثة بين الإنسان والمجال، بين الثقافة والمجتمع، بين الفعل التنموي والتأسيس الحضري لتجربة عمرانية مغايرة، لم تصدر عن تفاعلات ومقومات صناعية مثلما هو حال الحواضر الصناعية للمجتمعات الرأسمالية، وإنما تنغرس أكثر في أسباب تاريخية، ودواعي إيكولوجية ذات الصلة بأم الربيع بوصفه أحد أكبر الأنهار المغربية العابرة للمدينة وهبة لها، وعوامل ثقافية واجتماعية أملت على الساكنة ترسيخ نموذجها الحضري، بما هو مسار عمراني وسوسيو-اقتصادي وثقافي بحاجة إلى النمذجة العلمية لحظة سبر أغواره، وكشف المعالم المحددة له.
يؤكد ذلك، أهمية ودور البحث الأكاديمي في الاشتغال على الذاكرة الجماعية للحاضرة الزيانية، ورصد تحولات المجال والعمران بها منذ المرحلة الاستعمارية الى الوقت الحاضر، لمعرفة ملامح المزاوجة بين الموروث التقليدي للمدينة وبين رهانات الامتداد العمراني الحديث بآفاقه الترابية وإشكالاته الاجتماعية والعمرانية والاقتصادية والعقارية. تَحول ظل في كثير من الأحيان دون مستويات تطلعات ساكنتها، بما هي معضلات تتراوح بين حفظ التراث المعماري الأثري لخنيفرة وتثمينه، وبين الإهمال والتنامي البطيئ لمنسوب الوعي بأهميته، ومساءلة أدوار السياسات العمومية المحلية ومبادرات المجتمع المدني في صيانة الذاكرة المعمارية والاجتماعية والرمزية للمدينة، وحفظ تراثها المادي واللامادي، وفتح أفاق التهيئة الحضرية للمدينة بما يستجيب لحاجات قاطنيها والوافدين عليها. حاجات ذات الصلة بالبنيات المادية والإدارية والخدماتية التي قلما يقوى مفعولها على مجابهة الهشاشة التي تشمل أغلب الأحياء التي تكونها وتحيط بها.
في ضوء هذه التفاعلات التاريخية والراهنة، ستعرف مدينة خنيفرة توسعا عمرانيا يراكم الصعوبات، ودينامية اجتماعية ناتجة عن الهجرات المتوالية إليها، وتطورا اقتصاديا بطيئا لا يستوعب متطلبات السواعد المتوافدة عليها، ولا المتعلمين الذين ما فتئ عددهم يتزايد بها، بالرغم من الجهود المبذولة لجعلها مركزا تجاريا، وملتقى إقليميا، ومعبرا وطنيا، في سعي دؤوب من قِبل مختلف الفاعلين لتطوير مقوماتها الحياتية، وبناء آليات انفتاحها المجالي الجهوي والوطني والدولي، والتسويق الترابي لموروثها المادي واللامادي، بتاريخها وثقافتها وغناها الإيكولوجي، ومؤهلاتها السياحية ومواردها الطبيعية والمائية. وتنمية جاذبيتها، وحفز الاستثمار الثقافي والاقتصادي بها، وتطوير بنياتها التحتية، في أفق تسريع وتيرة إنجاز  وبرمجة مشاريع محلية في الصناعة الثقافية، وإنتاج الثروة، والحد من الهدر الديمغرافي بفعل هجرة شبابها وذكاءاتها، والحد من هدر الجذر السلالي المحلي للإنسان والحيوان والبذور والثقافة والقيم، في أفق إرساء تحول حاضرة خنيفرة إلى قاطرة للتنمية المستدامة في الإقليم وباقي الأطلس المتوسط، بفعل مواردها الطبيعية والبشرية والجامعية والثقافية استجابة لنداء الواجب المدني إزاء الاحتياجات الثقافية والايكولوجية والحضارية للمجتمع المحلي.
قد لا يتخذ الاستثمار هنا بعده الاقتصادي التقليدي الصرف الذي يراهن على الربح المادي فقط، وإنما يراد منه أيضا أن ينحو منحى الصناعة الثقافية، التي تزاوج بين تثمين الموروث وإذكاء مهارة الابتكار والتجديد في الأنماط الثقافية والعروض الفنية الداعمة للمقومات الترابية للإقليم والجهة، لما صار للثقافة من إمكانية في خلق الثروة، وتوسيع دائرة الإبداع، وإنتاج الخدمات الثقافية وتسويقها، وحفظ حقوق المؤلفين، كمرجعية أساسية في تحقيق التكامل والتفاعل بين الفنان والمبدع والمبتكر والمؤلف من جهة، وبين الابداعات والخدمات والمنتوجات والمعروضات من جهة ثانية، وبين المتلقين والمستهلكين وأغلب الفاعلين في مجال الثقافة من جهة ثالثة. حيث يتأتى ترسيخ السمات الثقافية والترابية، وخلق تفاعل استراتيجي بين التجارب المحلية والوطنية والمتوسطية والدولية بصورة عامة.
  • محاور الاشتغال
  • خنيفرة: العمق التاريخي والحضاري وامتداداته
  • خنيفرة: الهندسة الترابية والتوسع الحضري والتفاعل المجالي
  • الاقتصاد المحلي: الثروات، السياقات، الديناميات ومواطن الانكماش والامتداد
  • البنية الديموغرافية وأنماط الحركية والتفاعل الاجتماعي
  • خنيفرة كمنظومة ثقافية: الثروات اللامادية ومعالم الحضور الرمزي والانتشار الثقافي
  • مداخل استراتيجية للتأصيل والتجديد الحضري لخنيفرة في سياقها المحلي والجهوي والوطني
  • خنيفرة ومحيطها في ضوء المعرفة العلمية والصناعة الثقافية: نحو تثمين للمؤهلات والكفاءات
  • التنمية والاستدامة: ركيزتان لمدينة ذكية ودامجة
  • مواعيد مهمة
  • تاريخ الإعلان عن الندوة: 25/02/2025
  • آخر أجل لاستقبال المشاريع الأولية: 20مارس
  • الرد على أصحاب المشاريع المقبولة: 25 مارس
  • آخر أجل لتسليم الأوراق النهائية: 30 أبريل
  • تنظم الندوة في 9 و10 ما ي 2025 بخنيفرة
  • قواعد إرسال الملخصات
  • العنوان
  • اسم الكاتب، المسمى الوظيفي، المؤسسة، الإيميل
  • الملخص ما بين ” 250 و300 كلمة”
  • الكلمات المفتاحية
  • خط الكتابة: Arial 12, interligne 1,15
  • لغات الندوة: الأمازيغية، العربية، الإنجليزية، الفرنسية
  • النص النهائي
  • تتراوح النصوص النهائية ما بين 3000 و6000 كلمة، والبيبليوغرافيا في نهاية النص.
  • ترسل النصوص على شكل Word
  • خط الكتابة: Time New Roman 12, interligne 1,15 (اللغات الأجنبية)، Arial 12(اللغة العربية).
  • معايير كتابة الهوامش وعرض المراجع بالعربية
  • الكتب
  • اسم المؤلّف، عنوان الكتاب. اسم المترجم أو المحرّر. مكان النشر: الناشر، تاريخ النّشر، رقم الصّفحة.
  • المجلات
  • اسم المؤلّف، “عنوان الدّراسة أو المقالة، اسم المجلّة، المجلّد و/أو رقم العدد، سنة النّشر، رقم الصّفحة
  • معايير كتابة الهوامش وعرض المراجع باللغات الأجنبية
  • الكتب
  • NOM, Prénom des auteurs, Année de publication. Titre du livre. Ne édition. Ville d’édition: Nom de l’éditeur. Collection (facultatif). ISBN (facultatif).
  • المجلات
  • NOM, Prénom des auteurs, année de publication. « Titre de l’article». Nom de la revue. Volume, numéro, pages. DOI si l’article est en ligne.
  • المواقع أو الصفحات الالكترونية
  • AUTEUR ou ORGANISME, Date de publication ou de mise à jour si disponible. Titre du site ou de la page [en ligne]. Disponible sur url [consulté le…].
  • إجراءات التقديم
  • ترسل الملخصات أو النصوص النهائية للبريد الاليكتروني التالي:
[email protected]
  • تقوم اللجنة المنظمة بعرض الملخصات المقترحة والنصوص النهائية على أعضاء اللجنة العلمية، وباحثين وخبراء في احترام تام لإجراءات تقييمها العلمي.
  • الجهة المنظمة
  • مؤسسة روج أجدير الأطلس بخنيفرة
  • تنسيق أشغال الندوة الوطنية:
  • د. حوسى أزارو
  • د. محمد ياسين
  • ملحوظة
  • تتكفل الجهات المنظمة بتغطية نفقات الإقامة والضيافة للمشاركين
  • لا يتم تعويض الباحثين عن مداخلاتهم العلمية
  • سيتم نشر أعمال الملتقى الوطني في كتاب جماعي
 أعضاء اللجنة العلمية
  • محمد ياسين، جامعة مولاي اسماعيل، مكناس
  • لحسن جنان، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس
  • محمد بوكبوط، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس سايس
  • لحسن شيلس، جامعة مولاي إسماعيل، مكناس
  • عبد الهادي الحلحولي، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال
  • مولاي هاشم جرموني، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس
  • حسن حجاج، جامعة مولاي اسماعيل، مكناس
  • محمد أقبلي، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال
  • حوسى أزارو، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال
  • ربيع أوطال، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال
  • حماني أقفلي، جامعة المولى إسماعيل، مكناس
  • إبراهيم حمداوي، جامعة ابن طفيل، القنيطرة
  • خالد عاتق، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال
  • محمد خالص، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال
  • فؤاد أعراب، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال
  • محمد أمحدوك، جامعة محمد الأول، وجدة
  • جواد التباعي، جامعة مولاي إسماعيل، مكناس
  • حسن العمري، جامعة الحسن الثاني، الدار البيضاء
  • الحسن آباء، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال
  • حسن محداش، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال
  • مراد عامل، خبير في التنمية الترابية، الرباط
  • أقبوش ادريس، جامعة بن طفيل، القنيطرة
  • امحمد خافو، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال
  • التيجاني السعداني، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال
  • عبد الله الحجوي، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال
  • سعيد كمتي، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، بني ملال خنيفرة
  • بن صالح عبد المالك، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، بني ملال خنيفرة
  • إسماعيل الجوهري، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال
  • محمد عادل إيشو، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال
  • المصطفى ابراهيمي، جامعة محمد الخامس، الرباط
  • ربيعة مونير، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، مراكش
  • صالح أعراب، جامعة الكومبلوتينسي ـــــ مدريد، إسبانيا
  • لحسن إماس، جامعة مولاي إسماعيل، مكناس
  • سعيد بلعضيش، جامعة القاضي عياض، مراكش
  • محمد حابا، مركز التوجيه والتخطيط التربوي، الرباط
  • ثورية حشي، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال
  • ابراهيمي اجهبلي، جامعة السلطان مولاي سليمان، بني ملال
  • سيدي محمد الحسني، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس
  • فدوى أملال، جامعة مولاي سماعيل، مكناس
  • حوسى جبور، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة
  • المصطفى تودي، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة
  • لالة حفيظة علوي، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة
  • محمد وشا، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة
  • احمد حميد، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، مكناس
error: